الهند- نيو دلهي – دائرة العلاقات العامة والإعلام-تلبية لدعوة وجهتها مؤسسة 'تنمية وحماية الأقليات' وهي منظمة هندية غير حكومية إلى فضيلة الشيخ ياسين الأسطل الرئيس العام للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين للمشاركة بمؤتمر 'حماية القبلة الأولى والأمة الإسلامية بالهند' بنيودلهي قامت سفارة فلسطين بالهند بترتيب الإجراءات اللازمة وكان في استقبال فضيلته بمطار نيودلهي سعادة السفير الدكتور عدلي صادق سفير دولة فلسطين والأستاذ مروان منسي الموظف بالسفارة حيث اصطحبه ويرافقه الأستاذ محمد النباهين مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام بالمجلس إلى مقر الإقامة بالسفارة .
وقد تم عقد هذا المؤتمر تحت رعاية الدكتور مفتي محمد مكرم أحمد شاهدي إمام مسجد فاتح بور بدلهي وبمشاركة العديد من كبار العلماء والدعاة لاسيما أصحاب السعادة سفراء دولة فلسطين والسودان وتركيا وايران.
وشدد فضيلة الشيخ ياسين الأسطل في كلمته على مكانة الأقصى والقدس وفلسطين وأحقية الشعب الفلسطيني في نيل استقلاله وإقامة دولته على أرضه كما نصت عليها القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة مناشداً المسلمين والعالم أجمع بالقيام بواجبهم تجاه نصرة القضية الفلسطينية التي لم تعد قضيتنا وحدنا فحسب بل هي قضية العالم بأجمعه.
وقال فضيلته:' في الوقت الذي يتوافد المسلمون إلى الحج إلى بيت الله الحرام يلتفت العالم إلى القدس والمسجد الأقصى فيرى الحواجز والموانع الإسرائيلية التي تمنع المصلين، وتخيف العابدين، وتعيق الوصول إلى المسجد الأقصى، وقد أقامها أولئك المحتالون المحتلون الساعون في خراب هذا المسجد العظيم' مما يستدعي المسلمين حكوماتٍ وشعوباً إلى أن يشدوا الرحال القدس والمسجد الأقصى لا سيما وقد جاء ذكر الله سبحانه وتعالى له في كتابه ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ وذكره النبي صلى الله عليه وسلم في سنته حيث قال: 'لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى'.
وطالب الشيخ الأسطل الأحزاب والفرق كافة أن تنبذ الحزبيات والاختلافات وراء ظهورها، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نعتصم بحبله رعاة ورعية مطيعين قوله تعالى : ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ وأن نتوحد خلف لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن وحدة الأمة الإسلامية هدفٌ ومطلبٌ عظيم، وأن الفرقة والتخاصم والتنابذ ليس من دعوة نبينا عليه الصلاة والسلام بل إن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم كان يدعو أمته إلى الجماعة ويقول:( إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة)، مؤكداً أن الأمة تجتمع على خير، ويكون لقاؤها على خير، وتلتقي أفراد الأمة فيما هو خير وهو ما يصلح دينها ودنياها.
من جانبه، تناول سعادة سفير دولة فلسطين د.عدلي صادق في كلمته الضافية الهجمة الصهيونية التي تتعرض لها القدس والمسجد الأقصى حيث يسعى الصهاينة لمحو هوية القدس وثقافتها ودينها ففي كل يوم تشنُّ الجرائم والإنتهاكات بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس والأراضي المحتلة، مشيراً إلى أن الهند بلد عظيم وصديق تقليدي للشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي.
ودعا الهند إلى لعب دور يليق بوزنها ومكانتها الدولية وأن تكون سنداً لقضيتنا بحيث تكون فلسطين والقدس حاضرتين في اللغة السياسية التي تتعاطى بها الهند في العالم ومن خلال علاقاتها التي نراها تتطور مع اسرائيل الكيان الغاصب الصهيوني التي يحاول التهام ما تبقى من فلسطين بحيث يرتبط ذلك التطور بمدى التقدم في القضية الفلسطينية .
وأكد د.عدلي صادق أن عدونا هو الصهيونية ومشروعها المتطرف وسنظل نقاومه إذ لا تجدي معه الحلول الوسط بل يقوم بسد أفق التسوية المتوازنة والعادلة مما يدفعنا إلى أن نقول لهم إنه لا شرعية لوجودكم وقد علمنا التاريخ أن لكل شر نهاية وسوف ينتصر الحق في النهاية.
وقد أثنى فضيلة الشيخ ياسين الأسطل على عمق العلاقة التي جمعت بين العرب المسلمين منذ مئات السنين وبين الهنود الذين دخلوا في الإسلام وكانت لهم الأيادي البيضاء في العلم والعمل والجهاد ولا زالوا إلى اليوم يسهمون الإسهام الكبير في الدعوة إلى الله والحفاظ على الإسلام وعلومه مقدماً الشكر للأستاذ السيد محمد تشكيل كيفي الأمين العام للمؤسسة الداعية ومشيداً بالعلاقات الهندية الفلسطينية التي تبذل فيها الهند قصارى جهودها في نصرة الحق الفلسطيني في كل المحافل والميادين.



